responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 342
ومقتضى ما قال القرطبي في حديث أبي موسى (حجابه النور أو النار) [1]: وأن هذا حجاب منفصل عن نور الذات، لكنه يجري في هذه المباحث على طريقة المتكلمين فيما جاء في هذا الباب من صفات الكمال ونعوت الجلال[2].

[1] تقدم تخريجه ص334.
[2] انظر مقتضى كلام القرطبي هذا في التذكرة بأحوال الموتى والآخرة ص590، حيث قال: (فيكشف الحجاب) فمعناه: فيرفع الموانع من الإدراك عن أبصارهم حتى يروه على ما هو عليه) . التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن أبي بكر بن فرج الأنصاري القرطبي (671هـ) تحقيق د. أحمد حجازي السقا، نشر مكتبة الكليات الأزهرية، طبعة مصر 1400هـ، 1980م، ج2/590.
المسألة السادسة: عن قوله تعالى: {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا
...
وأما المسألة السادسة [3]: عن قوله تعالى في قصة شعيب: {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [4]، وقال السائل. "وهم لم يدخلوا فيها فاعلم أنّ المسألة شاعت وذاعت واشتهرت وانتشرت، والخلاف فيها قديم بين أهل السنة والمعتزلة[5]، وبين أهل السنة بعضهم لبعض، والذي

[3] وردت هذه المسألة في الدرر السنية 10/86-90.
[4] سورة الأعراف الآية (88) .
[5] الخلاف المشار إليه هنا، الواقع بين أهل السنة والمعتزلة، هو معنى (العودة) لنبي الله شعيب عليه السلام وقومه إلى ملة الكفر، وهم لم يدخلوا فيها. أي كيف جاز القول بعودته إلى الكفر، وهو أصلاً لم يكن كافراً؟
فهذه المسألة مبنية على مسألة عصمة الأنبياء، فالجميع متفقون على أن الأنبياء معصومون من الكفر والذنوب والمعاصي بعد النبوة. ويختلفون في: هل يجوز كون النبي في ملة قومه وعلى مذهبهم قبل البعثة؟
فمذهب أهل السنة والجماعة: هو ما ذكره الشيخ عبد اللطيف هنا، وساق عليه أقوال العلماء. وهو: أن علماء السنة يفرقون بين حال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبين غيره من الأنبياء، فهو عليه الصلاة والسلام قد عصم قبل النبوة حيث يغض إليه ما كان عليه قومه من الشرك بالله تعالى. أما غيره من الأنبياء فإنه لا يستحيل كون أحدهم في ملّة قومه قبل النبوة، وأنه لا يلزم من ذلك كونهم عبدوا الأصنام، بل يظلون على السكوت وعدم التعرض لقومهم قبل النبوة. وعلى هذا يكون معنى العودة في الآية {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} : عود إلى ما كانوا عليه من السكوت وعدم التعرض لهم قبل البعثة. [انظر: تفسير القاسمي 7/2815 وعصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمان بمصر 1399هـ 1979م، ص66] .
أما عند المعتزلة: فإن كون النبي في ملة الكفر قبل النبوة، أمر مستحيل وفاسد.
قال الزمخشري في الكشاف: (والأنبياء يجب أن يكونوا معصومين قبل النبوة وبعدها، عن الكبائر والصغائر الشائنة، فما بال الكفر والجهل بالصانع، وكفا بالنبي نقيصة عند الكفار أن يسبق له الكفر) الكشاف للزمخشري 4/265. وعلى قول المعتزلة، يكون معنى العود في الآية {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} على أحد معنيين:
أولهما: أن يكون العود بمعنى الصيرورة، أي لتصيرنّ كفّاراً مثلنا، فيكون عود على معنى الابتداء.
ثانيهما: أن يكون نسبة العود إلى النبي على التغليب، أي المراد عود قوم شعيب إلى ملتهم، فقد كانوا قبل إيمانهم كفاراً، فلما خوطبوا بالعود وفيهم شعيب، غلب الجماعة على الواحد، فجعلوا عائدين جميعاً، إجراءً للكلام على حكم التغليب. انظر المعنيين في: الكشاف للزمخشري 2/95-96، 370، تفسير النسفي، لأبي البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، دار إحياء الكتب العربية، الحلبي بمصر 2/257. عصمة الأنبياء للإمام فخر الدين الرازي (ت543) نشر المكتبة الإسلامية بحمص –سوريا، ص3، 43. عصمة الأنبياء للحديدي ص 66وقد أشار فخر الدين الرازي إلى مذهب المعتزلة هذا بقوله: (إنّ قولهم {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان على ملّتهم التي هي الكفر، فهذا يقتضي أنه صلى الله عليه وسلم كان كافراً قبل ذلك، وذلك في غاية الفساد) . (التفسير الكبير للإمام فخر الدين الرازي ط/3، دار إحياء التراث العربي، بيروت لبنان، 14/177) وانظر أيضاً 19/100.
نام کتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست